تعتبر الترجمة المرئية من أهم أنواع الترجمة التي تعكس مرونة فنون الترجمة والترجمة المرئية هي تحويل المحتوى المسموع في الفيديوهات إلى نصوص مترجمة تظهر على الشاشة بالتزامن مع الأحداث مما يتيح للجمهور غير المتحدث بلغة الأصل فهم المحتوى بسهولة.
تحتاج العملية تفريغ النصوص وترجمتها بدقة مع مراعاة الفروق الثقافية وضبط توقيت الترجمة لتتناسب مع المشاهد. من أبرز التحديات في هذا المجال ظهور مترجمين غير محترفين وصعوبة التوفيق بين ثقافات مختلفة ومع ذلك يبقى الهدف الأساسي هو تقديم نص مختصر وسهل القراءة مع الحفاظ علي جوهر المحتوى المرئي.
الترجمة المرئية أو السترجة
يُمكن تعريف ترجمة السترجة أو الترجمة المرئية بإنها عبارة عن تحويل النص المسموع والعبارات التي تتحدث بها الشخصيات في محتوى مرئي من لغتها الأصلية إلى لغة الهدف وتحويل صيغتها المسموعة والمرئية إلى صيغة مكتوبة ثم إضافتها إلى مقطع الفيديو مع الاحتفاظ بالصيغة السمعية المرئية الخاصة بالمحتوى يتمكن الجمهور الذي لا يتحدث سوى لغة الهدف من خلال هذه العملية أن يفهم محتوى الفيديو دون افتقاد التجربة الأصلية التي يتمتع بها جمهور المحتوى الأصلي.
معنى السترجة وما السبب وراء تسمية التقنية بترجمة السترجة
الترجمة المرئية (السترجة) تعني تحويل المحتوى المسموع في الفيديوهات إلى نص مكتوب يظهر على الشاشة بالتزامن مع الأحداث المرئية مما يساعد المشاهدين على فهم المحتوى دون الحاجة لفهم اللغة الأصلية.
والسبب وراء تسمية هذه التقنية بترجمة السترجة يعود إلى نشأتها في فرنسا حيث أنها قد سُميت بمسمى فرنسي وهو المصطلح Sous-Titrage حين تولي العرب هذه التقنية وقاموا بتعريب مصطلحها الفرنسي وأطلقوه على تقنية ترجمة المحتوى المرئي الصوتي إلى محتوى مكتوب يرافق المحتوى المسموع.
أقر الكثير من المترجمين العرب وخبراء الترجمة من الشرق الأوسط مصطلح الترجمة المرئية عند الإشارة إلى هذه الترجمة ولكن حتى مع استخدام المصطلح العربي، فإن المصطلح المُعرب مازال يتم استخدامه.
مراحل عملية الترجمة المرئية
1– تفريغ المحتوى اللغوي الصوتي والمرئي:
أول مرحلة من مراحل عملية الترجمة المرئية (السترجة) هي تفريغ المحتوى اللغوي الصوتي والمرئي الخاص بملف المحتوى في صيغة نصوص مكتوبة حتى يتمكن المترجم من التعامل معها خطوة بخطوة ودقة عالية. في هذه المرحلة يُمكن للمترجم أن يجد ملفات تفريغ نصية جاهزة لبعض الفيديوهات كالأفلام والمحاضرات وما شابه.
المحتوى الذي ينبغي تفريغه في هذه المرحلة يتضمن الحوار بين الأفراد ونصوص السرد وأية محتوى نصي يظهر على الشاشة بلغة المصدر خلال الملف. يجب على المترجم أن يُدقق في بعض الأصوات البشرية التي تحتاج إلى ترجمة كذلك ولهذا يجب تدوينها في ملف التفريغ.
2– ترجمة النص:
المرحلة الثانية تتمحور حول ترجمة النص وهي ليست عملية سَلسة حيث ينبغي أن يتعامل معها المترجم كعملية ترجمة مستقلة فيبدأ بدراسة النص والملف المرئي كذلك ويفهم سياقهما والغرض من ترجمتهما ويجب عليه كذلك أن يقوم بتحديد الأسلوب الذي سيقوم باستخدامه عند ترجمة النص.
كما يجب عليه أن يقوم بتدوين النص الذي يقوم بترجمته فيقوم بتدوين أية رموز ثقافية قد يصعب على المشاهد فهمها إن لم يكن خيار التوطين متاحاً يمكنه أن يقوم بشرح العنصر الثقافي من خلال النص المترجم الذي يظهر على الشاشة.
3– تفعيل الترابط الزمني:
تفعيل الترابط الزمني بين المشاهد المرئية التي يتضمنها ملف الفيديو والنصوص المترجمة التي يتم تجهيزها حتى ترافق المشاهد المرئية من أهم مراحل الترجمة المرئية على الإطلاق. تفشل العديد من مشاريع السترجة بسبب عدم دقة الترابط الزمني بين ما يراه المشاهد وما يقرأه.
يجب على القائمين على مشروع السترجة أن يقوموا بتدوين الزمن الدقيق الذي يجب خلاله أن تظهر كل جملة من جمل الترجمة.
4- إضافة النص المترجم إلى الملف المرئي:
إضافة النص المترجم إلى الملف المرئي من التي يصعُب ترجمتها بصورة مرئية فيلزمها برامج تكنولوجية خاصة وتستغرق بعض الوقت في أدائها وتستهلك بعض الجهد في إتمامها ويتم تنسيق الترجمة المتزامنة في ملفات فرعية يمكن تشغيلها مرة أخرى على مشغل الفيديو.
تتضمن هذه الخطوة إضافة تنسيقات مثل الخط والحجم واللون ووضع الترجمة بالإضافة إلى ضبط توقيت ومدة كل جملة ترجمة للتأكد من سهولة قراءتها وأنها ستظهر في الوقت المناسب.
5– المراجعة التقنية للمشروع:
المراجعة التقنية للمشروع من الخطوات الضرورية التي لا يُمكننا الأستغناء عنها فإن كثرة خطوات هذه العملية ترفع احتمال وجود أخطاء ومرحلة المراجعة هي العامل الوحيد الذي سيساعدك في التقاطها وتصحيحها.
يتضمن ذلك مراجعة الترجمة لأي أخطاء أو مشكلات وإجراء أي تعديلات ضرورية لضمان وضوح الترجمة وسهولة فهمها.
خصائص الترجمة المرئية
خصائص الترجمة المرئية (السترجة) تتمثل في ضرورة الإيجاز في التعبير، حيث يجب على المترجم تقديم معانٍ دقيقة وموجزة تتناسب مع زمن عرض المشهد. كما تشمل أيضًا التقييد بعدد الحروف المستخدم، والاهتمام بالبساطة في النصوص، إضافةً إلى ضرورة توضيح العناصر الثقافية الصعبة على الفهم، ونوضح ذلك فيما يلي:
1– الإيجاز عند التعبير:
تتميز الترجمة المرئية (السترجة) بالإيجاز عند التعبير فإن المترجم يجب عليه أن يقوم بالتعبير عن المعنى بدقة وبإيجازٍ كذلك حتى يتمكن المشاهد من قراءة الجملة كاملة مع مشاهدته للمشاهد المرئية. إن كانت الجملة طويلة للغاية ربما يشعر أنه بحاجة إلى إعادة بعض المشاهد حتي ينتمكن من قرأتها أو إيقاف الفيديو لقراءة الترجمة بين الفينة والأخرى.
2– محدودية الوقت:
محدودية الوقت الذي يمكن عرض العبارة المترجمة خلاله من صفات ترجمة السترجة التي يجب أن يكون المترجم مدركاً لها فالمدة التي يمكن فيها عرض العبارة على الشاشة لا تتعدى الثواني المحدودة التي يستغرقها المتحدث في قولها وبعدها سيتوجب على المترجم أن يعرض الجملة التالية.
3– محدودية الحروف:
محدودية الحروف التي يمكن أن تظهر على شاشة الجهاز اللوحي من الأمور التي يجب على القائمين على مشاريع السترجة التفكير بشأنها. على عكس معظم أنواع الترجمة الأخرى التي يتحلى المترجم فيها بحرية استخدام الألفاظ التي يراها مناسبة للنص، يجب على مترجم ترجمة السترجة أن يعطي الأولوية للكلمات القصيرة التي تساعده على إيصال المعنى.
4– السهولة والبساطة في التعبير:
لابد لنصوص الترجمة المرئية (السترجة) أن تتحلى بالسهولة والبساطة في التعبير حتى يسهل على جميع المشاهدين فهمها، مع الأخذ في الاعتبار وجوب استخدام المصطلحات المتخصصة عند الحاجة إليها، مع الحفاظ على بساطة ألفاظ النص المترجم وخلوه من التعبيرات المعقدة.
5– شرح العناصر الثقافية:
بعض المقاطع تستدعي شرح للعناصر الثقافية التي قد يصعب على المشاهد الأجنبي فهمها؛ كحدثٍ تاريخي مهم، أو رمزٍ ثقافي ما. يُستثنى من هذه القاعدة أي رمز مشهور عالمياً، حيث أن في هذه الحالة غالباً ما يعرفه المشاهد الأجنبي، فلا حاجة لترجمته.
أفضل مواقع للتدريب على السترجة
يوجد العديد من المواقع للتدريب على السترجة، وكل منهم يتميز عن الآخرين بخاصية أو أكثر يسمح لمستخدميه باستخدامها وبعضهم يقدم خدماته بشكلٍ مجاني، والبعض الآخر يقدمها مقابل مبلغ مالي وهنا سنعرض قائمة أفضل مواقع للتدريب على السترجة تتضمن:
1– أياتو3:
يمكن اعتبار Ayato3 أحد برامج ترجمة السترجة الأكثر استخدامًا على الإطلاق. يتميز بسهولة الاستخدام وتنوع الأدوات والخاصيات التقنية التي يقدمها لمستخدميه.
2– سبتايتل وورك شوب:
تحظى subtitle workshop بشعبية كبيرة بين المترجمين نظرًا لأنها توفر أداءً جيدًا مجانًا. يوفر البرنامج مجموعة واسعة من الخاصيات والميزات بالإضافة إلى أدوات متنوعة، وواجهة مستخدم سهلة الاستخدام.
3– جوبال:
يُستخدم هذا البرنامج بشكل أساسي من قبل مستخدمي أنظمة التشغيل UNIX و Windows يمكنه ترجمة ومعالجة وثائق متعددة، وبالتالي فقد أصبح أحد أهم البرامج من حيث ترجمة السترجة القائمة على النص.
4– سبتايتل ترانسليتورز:
يُعتبر subtitles translator برنامج مجاني آخر يستخدمه العديد من الأشخاص الذين يرغبون في إجراء ترجمة السترجة. يقدم هذا البرنامج أدوات تحرير تجعل من الممكن لشخص ما إعادة تعريف الاختصارات والمدى الزمني.
المعايير التي يجب اتباعها أثناء عملية السترجة
المعايير التي يجب على المترجم اتباعها أثناء عملية السترجة محددة، وسهلة التنفيذ، وجميعها على نفس القدر من الأهمية؛ حيث إن جميع البنود التي سنناقشها تؤثر على إنتاج النص.
1– أن يبدو النص طبيعياً:
ينبغي أن يبدو النص طبيعياً لايحتوي علي اي ألفاظ غريبة لا تتماشي مع طبيعة المحتو ومن الممكن ان تُصعب عملية الفهم لدي القارئ .
2– الالتزام بدقة التعبير عن النص الأصلي:
تذكر أنك مترجم، ويجب أن تلتزم بدقة التعبير عن النص الأصلي، فلا تحيد عنه بالزيادة، أو النقصان، أو التغيير. كما يجب عليك أن تقوم بالتعبير عن النصوص المسموعة فحسب، وأما المشاهد المرئية فلم يعبر عنها القائمين على العمل لسبب فني على الأغلب، فيجب أن تلتزم بعدم التعبير عنها.
3-الالتزام بالأسلوب الأصلي للنص:
هدف عملية السترجة أو الترجمة المرئية هو السماح للمتحدثية بلغة الهدف أن يحظوا بنفس تجربة المتحدثين بلغة المصدر مما يُعني أن المترجم يجب علية الالتزام بالأسلوب الأصلي للنص الذي قد اختاره صناعه الأصليين ليعبر عن جانب معين من العمل.
4– الالتزام بقواعد السترجة في ظهور الترجمة على الشاشة:
يعتبر الالتزام بقواعد السترجة في ظهور الترجمة على الشاشة من أهم معايير عملية الترجمة المرئية فيجب أن يظهر النص في سطرين متوازيين وألا تزيد حروف السطر الواحد عن 21 حرفاً وأن يتميز الحوار بين الأفراد عن السرد بعلامة محددة كعلامات التنصيص.
جينيس للترجمة المعتمدة بعملية السترجة
تقوم جينيس للترجمة المعتمدة بعملية السترجة من خلال اتباع بعض الخطوات الثابتة والأساسية:
- أولاً يبدأ فريق المترجمون والتقنيون بدراسة جوانب مشروع السترجة بعناية ودقة وتدوين أية ملاحظات مهمة قد يحتاجونها أثناء العمل.
- يقوم المترجم بتفريغ النص المسموع وترجمته، مراعياً الفوارق الثقافية واللغوية حتى يحصل العميل على أفضل نتيجة.
- في الخطوة الثالثة يقوم التقني بمزامنة النص المترجم مع مشاهد المحتوى المرئي، وإضافتها إلى مقطع الفيديو في صيغة ترجمة للنص المسموع.
- مراجعة المترجم للمشروع من الخطوات الأساسية التي يقوم بها فريق جينيس للترجمة المعتمدة حتى نتأكد من خلوه من أية أخطاء لغوية، أو أدبية.
- مراجعة الفريق التقني للمشروع من الخطوات الأساسية التي نقوم بها في جينيس كذلك، حيث يتأكد الفنيون من عدم وجود أية مشكلات تقنية أو تكنولوجية في الملف.
- أخيراً يقوم مدير المشروع بمراجعة كافة بنود المشروع حتى يتأكد أنه على الجودة المطلوبة التي يستحقها العميل.
- في النهاية نقوم بتسليم المشروع إلى العميل.
الترجمة المرئية هي عملية تحويل المحتوى المسموع والمرئي إلى نص مكتوب يظهر على الشاشة بالتزامن مع المحتوى الأصلي. تهدف هذه التقنية إلى جعل الفيديوهات مفهومة للمشاهدين الذين لا يجيدون لغة المحتوى الأصلي. يتم تفريغ الحوار المرئي والمسموع إلى نصوص، ثم ترجمتها بشكل دقيق يتناسب مع السياق الثقافي، مع الحفاظ على الترابط الزمني بين النص والمشاهد. يضاف النص إلى الفيديو باستخدام برامج متخصصة تتيح ضبط تنسيق النص وتوقيته.
تشمل تحديات الترجمة المرئية وجود مترجمين غير محترفين والتعامل مع اختلافات الثقافات بين النصوص. تتميز هذه الترجمة بالبساطة والاختصار لتسهيل قراءتها في وقت محدود مع مراعاة شرح العناصر الثقافية غير المألوفة للجمهور. تواصل معنا.