تركز نظرية سكوبوس في الترجمة على ترجمة الهدف الأساسي للنص الأصلي بدلاً من الالتزام الحرفي بالكلمات. تأسس هذا النهج على يد هانز فيرمير عام 1978، ويهدف إلى نقل تأثير النص الأصلي بما يتناسب مع جمهور النص المترجم وثقافته.

المترجم هنا يصبح مسؤولاً عن تحقيق الوظيفة المقصودة للنص في اللغة المستهدفة مع الحفاظ على تجربة مشابهة لتلك التي يعيشها جمهور النص الأصلي هذا النهج أوجد تحولاً في عالم الترجمة حيث أصبح المترجمون يركزون على الهدف والغرض الأساسي مما جعل سكوبوس حجر الأساس في ترجمة النصوص غير الأدبية.

نظرية سكوبوس في الترجمة

نظرية سكوبوس في الترجمة Skopostheorie التي أسسها اللغوي الألماني هانز فيرمير في أواخر السبعينيات، تركز على الوظيفة أو الهدف من النص الأصلي بدلاً من الترجمة الحرفية. تُركز النظرية علي ضرورة أن تعكس الترجمة الأثر المطلوب لدى الجمهور المستهدف مع مراعاة القيم الثقافية والاجتماعية لهؤلاء الجمهور. يتم تطبيق النظرية من خلال تحليل النص الأصلي وتحديد أهدافه قبل البدء في ترجمة النص بطريقة تضمن تحقيق نفس الغرض.

خطوات عمل نظرية سكوبوس في الترجمة

تتم نظرية سكوبوس في الترجمة من خلال مجموعة من الخطوات التي يجب أن تتم في إطارٍ محدد وفي ترتيبٍ منظم:

أولاً: ينبغي على المترجم أن يقوم بدراسة النص اللازم ترجمته وأن يدرس الإطار الثقافي والاجتماعي الذي يحيط بالنص دراسة عميقة.

ثانياً: إما أن يفهم من النص الأصلي الهدف من العمل أو يسأل العميل عن الأهداف والأغراض التي يسعى العمل إلى تحقيقها.

ثالثاً: يبدأ في ترجمة النص دون التقيد بأصول الترجمة الحرفية وإنما يهتم بالتعبير عن هدف العمل، والغرض الذي كُتب من أجله.

اقرأ ايضاً: دليلك لاختيار أفضل ترجمة صحفية معتمدة في مصر 

مَن هو مؤسس نظرية سكوبوس في الترجمة؟

تم تأسيس نظرية سكوبوس في الترجمة علي يد مجموعة من الباحثين والخبراء للتمهيد إليها ومجموعة أخرى لإرساء قواعدها على الرغم مما تم ذكره سابقاً فإن نظرية سكوبوس يتم نسبها غالباً إلى هانز فيرمير.

الأستاذ الدكتور هانز جوزيف فيرمير الذي وُلد عام 1930 وتُوفي عام 2010، كان عالم لغويات وخبير ترجمة ألماني مرموق. كان فيرمير أستاذاً في اللغويات في جامعة ماينز الألمانية، وشغل كرسياً في دراسات الترجمة في جامعة هايدلبرغ في سنواته الأخيرة، عاد إلى جامعتي ماينز وهايدلبرغ. في 17 يناير 2010، قبل وفاته مباشرة حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ماينز.

متى ظهرت نظرية سكوبوس في الترجمة؟

ظهرت نظرية سكوبوس كإحدى النظريات التي وُلدت من رحم منعطف الترجمة الذي توغل في فروع المعرفة المختلفة في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تم تأسيس نظرية سكوبوس لأول مرة في مقال نشره اللغوي هانز جوزيف فيرمير في إحدى المجلات الألمانية، في عام 1978.

مع ازدياد الحاجة إلى ترجمة النصوص غير الأدبية في القرن العشرين ككتيبات التعليمات ومحاضرات المرشدين السياحيين والإعلانات السياحية جعلت التركيز على أهمية اكتفاء الجمهور المستهدف، وأهمية التعبير عن هدف النص الأصلي، بغض النظر عن الكلمات والعبارات التي استخدمها الكاتب الأصلي.

 الدوافع خلف إنشاء نظرية سكوبوس Skopos theorie

هناك الكثير من الدوافع التي أدت إلى إنشاء نظرية سكوبوس ودفعت فيرمير ورفاقه إلى إرساء قواعدها في عالم الترجمة وتشدد نظرية سكوبوس على أهمية التوجه الوظيفي في الترجمة، حيث تركز على احتياجات الجمهور المستهدف بدلاً من النص الأصلي كما تسعى إلى تحديث علم الترجمة من خلال تعزيز الديناميكية والتركيز على أهداف النصوص المترجمة، كما يلي:

1– التجديد والتطوير في علم الترجمة:

من دوافع إنشاء نظرية سكوبوس ملاحقة التجديد والتطوير في علم الترجمة حيث كان فيرمير متحمساً لإدخال نظرية جديدة في الترجمة تنأى بنفسها عن مناقشات الترجمة القديمة.

2– تأكيد أهمية الهدف من النص:

الدافع الرئيسي وراء أساس نظرية سكوبوس هو الحصول علي ترجمة وظيفية والتأكيد على أهمية الهدف من النص حيث يقوم المترجم بالتركيز على الغرض والوظيفة الخاصة بالنص المترجم في ضوء غرض ووظيفة النص الأصلي وبيئة الجمهور المستهدف.

3– الترجمة الموجهة نحو الجمهور الهدف:

إن نظرية سكوبوس بدأت توجيه أنظار المترجمين إلى الجمهور الهدف، والنص المترجم، بدلاً من التركيز على النص الأصلي. تعطي نظرية سكوبوس الأولوية إلى احتياجات وتوقعات الجمهور المستهدف والغرض من الترجمة.

4– التأكيد على ديناميكية عملية الترجمة:

تُعزز ديناميكية عملية الترجمة  نظرية سكوبوس من خلال إجراءاتها تنص على أهمية حظو الجمهور المستهدف من النص المترجم بنفس التجربة التي حظى بها جمهور النص الأصلي بدلاً من الاهتمام بترجمة العبارات حرفياً.

ما هي مراحل تطور نظرية سكوبوس في الترجمة؟

نظرية سكوبوس مرت بمراحل متعددة بدءًا من تأسيسها على يد فيرمير وريس في السبعينيات حيث تم التركيز على الغرض من الترجمة وصولاً إلى دمج مفهوم الولاء للجمهور والثقافة في العمليات الترجمية. تطورت النظرية لتشمل تأثير الجمهور على فهم الترجمة مما ساهم في تعزيز مكانة الترجمة في السياقات المختلفة وذلك كما يلي:

1– مرحلة التأسيس:

تم تأسيس نظرية سكوبوس من قبل هانز فيرمير وكاثرينا ريس في السبعينيات والثمانينيات. قدموا مفهوم «سكوبوس»، على أنه الغرض أو الهدف من الترجمة.

2– مرحلة الصياغة المبكرة:

ركزت المرحلة المبكرة من نظرية سكوبوس على فكرة أن الغرض من الترجمة يحدد استراتيجية الترجمة وعملية الترجمة وهذا يمثل تحولاً عن النهج التقليدية القائمة على الترجمة الحرفية للعبارات والجمل.

3– مرحلة التطوير والصقل:

بمرور الوقت تم تحسين نظرية سكوبوس بشكل أكبر لدمج مفهوم «الولاء» للسكوبوس مع التأكيد على أهمية مراعاة الجمهور المستهدف والثقافة المستهدفة في الترجمة.

4– نظرية الاستقبال:

تضمنت هذه المرحلة من تطوير نظرية سكوبوس دمج نظرية الاستقبال والتي تؤكد على دور الجمهور المستهدف في تفسير وتقييم الترجمات. أدى ذلك إلى زيادة التركيز على أهمية النظر في الوظيفة والأثر المقصودين للترجمة.

5– التطبيق العملي:

تم تطبيق نظرية سكوبوس وتوسيعها بطرق مختلفة، مما أثر على إصقال مكانة الترجمة في المجتمع الدولي. كما تم تكييفها مع أنواع مختلفة من الترجمة، مثل الترجمة الأدبية والترجمة القانونية والترجمة السمعية البصرية.

احترف الترجمة القانونية مع خبراء جينيس

إذا كنت ترغب في تطوير مهاراتك في الترجمة القانونية ومواجهة التحديات التي تواجه المترجمين المبتدئين نحن في جينيس ندرك أن الترجمة القانونية تحتاج إلي دقة وخبرة تتجاوز مجرد نقل الكلمات. انضم إلى دوراتنا التدريبية المتخصصة لتحصل على المعرفة والمهارات التي تؤهلك لتقديم ترجمات قانونية دقيقة وموثوقة ومهنية

نظرية سكوبوس في الترجمة Scopus theory تعتبر من النظريات الرئيسية التي تركز على الهدف أو الوظيفة التي يسعى النص الأصلي لتحقيقها بدلاً من الالتزام بالترجمة الحرفية. يعتبر المترجم وفقًا لهذه النظرية مسؤولاً عن نقل الأثر الوظيفي للنص الأصلي إلى جمهور النص المترجم، مع مراعاة الثقافة والتجارب الحياتية للجمهور المستهدف. أسس هذه النظرية هانز فيرمير في عام 1978 وقد أحدثت تحولاً كبيراً في فهم كيفية ترجمة النصوص بما يتوافق مع أغراضها الأساسية.

تعمل نظرية سكوبوس عبر عدة مراحل بدءًا من دراسة المترجم للسياق الاجتماعي والثقافي للنص الأصلي وصولاً إلى فهم أهداف النص من خلال التواصل مع العميل أو تحليل النص. يعتمد المترجم على هذه الأهداف لصياغة الترجمة، بحيث تعكس الغرض الرئيسي للنص وتتوافق مع توقعات الجمهور المستهدف. هذه النظرية أصبحت أساساً للترجمات الحديثة، حيث تطبق في مجالات متنوعة مثل الترجمة الأدبية والقانونية والإعلانية. تواصل معنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *